-->
علَّم نفسك علَّم نفسك
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

عمر والمجتمع والقانون لن تصدق ما تقرأ

 

عمر والمجتمع والقانون لن تصدق ما تقرأ

بعض المواقف في حياة فاروق الأمة 

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 


روى المؤرخون أن عمر رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم فرأى رجلا يأكل بشماله فجاءه من خلفه وقال : يا عبدالله كل بيمينك ..

 

فأجابه الرجل : يا عبدالله إنها مشغولة

 

فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الاجابة .. !!

 

فقال له عمر : وما شغلها ؟

 

فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة .. !!

 

فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟ ومن يغسل لك ثيابك ؟ ومن يغسل لك رأسك ؟ ومن .. , ومن .. , ومن .. ومع كل سؤال ينهمر دمعه ..

 

ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها .. !! وهكذا تصنع القوانين ...

 

* كان يخرج ليلا في شوارع المدينة وأزقة الحواري لا ليتلصص على رعيته ولكن ليتفقد حالها .. !! ذات مساء إذ بإعرابية تناجي زوجها الغائب وتنشد في ذكراه شعراً :

 

لقد طال هذا الليل واسود جانبه .. وأرقني إذ لا حبيب ألاعبه ..

 

فلولا الذي فوق السماوات عرشه ..لزعزع من هذا السرير جوانبه ..

 

فيقترب أمير المؤمنين ثم يسألها من خلف الدار : ما بك يا أختاه ؟

 

_ فترد الإعرابية :

 

لقد ذهب زوجي إلى ساحات القتال منذ أشهر وإني إشتاق إليه .

 

* فيرجع أمير المؤمنين الى دار إبنته حفصة رضي الله عنها ويسألها : كم تشتاق المرأة الى زوجها ؟

 

وتستحى الإبنة وتخفض رأسها فيخاطبها متوسلا : إن الله لا يستحي من الحق ولولا أنه شئ أريد أن أنظر به في أمر الرعية لما سألتك .. !!

 

فتجيب الإبنة : أربعة أشهر أو خمسة أو ستة .

 

ويعود الفاروق إلى داره ويكتب لأمراء الأجناد ( لاتحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر ) .. ويصبح الأمر قانوناً يحفظ للمرأة أهم حقوقها .

 

تابع مسار القانون لم يصغه الجهاز التنفيذي للدولة بل صاغه المجتمع ( الإعرابية وحفصة ) وإعتمده الجهاز التنفيذي للدولة لينظم به المجتمع .... وهكذا تَشكَّل ( قانون المرأة ) ..

 

* والفاروق ذاته رضي الله عنه يواصل التجوال المسائي متفقداً وليس متلصصاً وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً فيقترب من الدار ويسأل عما به ؟ فترد أم الطفلة : ( إني أفطمه يا أمير المؤمنين )

 

حدث طبيعي أُم تفطم طفلها ولذا يصرخ ولكن أمير المؤمنين لا يمضى إلى حال سبيله ؛ بل يحاور أُم الطفل ويكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام .

 

يرجع الفاروق إلى منزله لا لينام إذ أنين ذاك الطفل لم يبارح عقله وقلبه فيصدر أمراً ( بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام ) .

 

ويصبح الأمر قانوناً يحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر .. ولو لم يحاور الفاروق تلك المرأة لما أصدر قانوناً يحمي حق الطفل في الرضاعة الكاملة .. وهكذا تَشكَّل ( قانون الطفل ) ..

 

* وكان الفاروق يحب أخاه زيداً ، وكان زيد هذا قد قُتل في حروب الردة وذات نهار بسوق المدينة يلتقي الفاروق وجهاً بوجه بقاتل زيد وكان قد أسلم وصار فرداً في رعيته فيخاطبه الفاروق غاضباً :

 

( والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح ) .. !!

 

فيسأله الإعرابي متوجساً : ( وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين ) .. !! ويُطمئنه امير المؤمنين ( لا ) ..

 

فيغادره الإعرابي بمنتهى اللامبالاة قائلا : ( إنما تأسى على الحب النساء ) ..أي مالي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير ( الحقوق والواجب ) !!

 

لم يغضب أمير المؤمنين ولم يزج به في السجن بل كظم غضبه على جرأة الإعرابي وسخريته وواصل التجوال .. !!

 

لم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الإعرابي في التعبير وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة وبفضل شجاعة هذا الإعرابي .. !! وهكذا تَشكَّل في المجتمع ( قانون حرية التعبير ) ..

 

* ثم إمرأة كانت تلك التي جردته ذات جمعة من لقب أمير المؤمنين حين قالت ( أخطأت يا عمر ) وكانت هذه بمثابة نقطة نظام إمرأة من عامة الناس ترفض قانون المهر الذي صاغه الفاروق عمر .. !! لم يكابر أمير المؤمنين ولم يزج بالمرأة في السجون ولم يأمر بجلدها بل إعترف بالخطأ بالنص الصريح ( أخطأ عمر وأصابت إمرأة ) ، ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الإستطاعة ...

 

هكذا تُصنع القوانين ، أي حسب غايات المجتمع وطموحاته وثقافاته وذلك بالغوص في قاع المجتمع المستهدف بتلك القوانين .. !!

 

فالمجتمع هو مصدر القوانين وليس السلطة (( بما لا يخالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

 

رحم الله الفاروق وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء


***********************


***********************

التعليقات

جديد موقع ألف ياء
--------------
إلى الأسفل أكمل المقال جديد موقع فنون -----------


تعليم ثقافة
نحو جياة جديدة

جميع الحقوق محفوظة

علَّم نفسك

2020